انطلقت الجمعة 26 بمدينة تجكجة عاصمة ولاية تكانت، فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان الدولي للتمور الموريتانية. ويسعى المؤتمر، الذي تنظمه وزارة الزراعة الموريتانية، بالتعاون مع “جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي”، على مدى أيام 26، 27، 28 يوليو، إلى إحياء ثقافة الاهتمام بالنخيل ومنتجاته، انطلاقا من أن الولاية تتوفر على مخزون واحاتي كبير ومتنوع، بهدف الرفع من جودة المنتوج وتنوعه والحفاظ عليه، كما سيساهم في نقل الخبرات والتجارب الأجنبية للمزارعين المحليين، مما سينعكس إيجابا على المنتوج المحلي من حيث الجودة والتنوع في التمور. ولدى إشرافه على افتتاح التظاهرة، أوضح وزير الزراعة، السيد أمم ولد بيباته، أن النخلة ظلت هي والإنسان الموريتاني رفيقان لقرون حسب بعض الدراسات التاريخية، مؤكدا أنها ظلت تحظى بمكانة خاصة، خصوصا بحلول موسم الكيطنة، بالإضافة إلى فعاليات أخرى متنوعة، كليالي المديح النبوي ومسابقات الرماية التقليدية والسباق الهجن، مبينا أن زراعة النخيل شكلت محورا هاما ولعبت دورا بارزا في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير سبل العيش الكريم لساكنة مناطق الواحات. وأضاف أن مساحة الواحات في موريتانيا تقدر ب12 هكتار، تضم 2.6 مليون نخلة موزعة بين ولايات آدرار وتكانت ولعصابه والحوضين ومناطق أخرى بإنتاج سنوي يناهز 24 ألف طن من التمور. وبين أن القطاع يواصل جهوده للرفع من مستوى إنتاج التمور، موضحا أنه تم إنشاء خلال السنوات الخمس الماضية 1400 هكتار من الواحات النموذجية، استفادت منها الفئات الهشة من ساكنة الواحات، مبينا أنه حفاظا على الواحات القديمة تم تأمين ري أكثر من 200 ألف نخلة من الواحات القديمة، مما مكن من زيادة الإنتاج والرفع من جودة التمور الموجهة للتصنيع عبر مصنع شركة تمور موريتانيا، الذي زادت قدرته الإنتاجية لتصل إلى ألف طن. وأضاف أنه لتنويع الإنتاج وتحسين جودته، تم خلال هذه السنة توفير 10 ألاف فسيلة من صنفي “برحي” و”مجهول”، تحت اشراف ومواكبة المختبر الوطني لزراعة النخيل. وقال إن القطاع اعتمد تنظيم مهرجان دولي للتمور الموريتانية، بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، مبينا أن هذه الشراكة ستشكل فرصة للتعريف بأهم التمور الموريتانية، كما سيكون المهرجان مناسبة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال تطوير المنتوج المحلي من التمور. أما سفير دولة الإمارات العربية المتحدة، سعادة السيد حمد غانم لمهيري، فقد أوضح في كلمته، أن تنظيم هذه النسخة يأتي تأكيدا لعمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين الموريتاني والإماراتي. وأضاف أن المؤتمر أبان عن نتائج هامة، تحققت في المجال بسبب التعاون المشترك بين البلدين، مشيرا إلى أن ما حظي به المهرجان من اهتمام كبير من طرف الجانبين، الموريتاني والإماراتي، ساهم في إنجاحه. ومن جهته، قال أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمور والابتكار الزراعي، السيد عبد الوهاب زايد، إن هذا المهرجان يعد إحدى ثمار التعاون الثنائي الوثيق بين الدولتين والشعبين الشقيقين، تماشيا مع إرادة قائدي البلدين. وأضاف أن تنظيم هذا المهرجان جاء بعد سلسلة نجاحات حققتهما الجائزة بالعديد من دول العالم، مشيرا إلى أن هذه النسخة ستعزز من الرفع من كفاءة وأداء المهتمين بالمجال. وشهد الحفل تقديم جوائز تشجيعية للشخصيات المؤثرة في المجال، والتي أثبتت حرصها على تطوير المنتوج الواحاتي وتنويعه. كما تخلله تقديم فيلمين وثائقيين استعرضا أهمية تطوير الزراعة والاهتمام بالمناطق الواحاتية، . وحضر الحفل والي تكانت، وحاكم مقاطعة تجكجة، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلي المنظمات والجمعيات والهيئات الدولية بموريتانيا.